kemo 2009 نجم جديد
ساكن فين ؟ :
عدد المساهمات : 7 نقاط : 5718 تاريخ التسجيل : 17/04/2009
| موضوع: مستقبل أرسنال مظلم لأسباب غير كروية! الأربعاء مايو 06 2009, 13:47 | |
| جاء الخروج الحزين لأرسنال من دوري أبطال أوروبا بعد تفوق ساحق من مانشستر يونايتد ليدخل المدفعجية النفق المظلم بعد عام رابع دون بطولات .. والمؤسف ألا يحدث ذلك لأسباب فنية بل بسبب صراع ملاك النادي على أسهم الشركة المالكة للفريق.
نادي أرسنال الذي يقدم باعتراف الجميع أجمل كرة قدم في العالم ولا ينافسه سوى برشلونة دون أدنى مقارنة بين حجم النجوم في لندن وفي كتالونيا يدفع ثمن الأسلوب العشوائي الذي يدار به.
وإذا كانت لقطة مباراة مساء الثلاثاء هي سقوط المدافع كيران جيبس المولود عام 1990 أمام بارك جي سونج الذي سجل هدف مانشستر الأول ليفتح الطريق للشياطين الحمر للتفوق بثلاثية ، فالأكيد أن لقطة الموسم الماضي عندما خرج أرسنال أيضا أمام ليفربول من دور الثمانية كانت عندما حصل فرناندو توريس على الكرة داخل منطقة الجزاء وظهره للمرمى ودار حول نفسه دورة كاملة مصطحبا أكثر مدافعي العالم سذاجة وهو فيليب سيندروس ليسجل هدفا رائعا في ملعب الإمارات.
باختصار شديد فريق أرسنال لا يملك 11 لاعبا من أفضل طراز مثل منافسيه في كل المراكز وإن امتلكهم لا يملك البديل الكفء فيدفع بمراهقين واعدين لا يمكنهم تحمل ضغوط المنافسة، وبالتالي تتكرر الأخطاء كل موسم وفي كل بطولة، وحتى مدربه أرسين فينجر يراهن على مستقبل لا يأتي أبدا لأن كل جيل يربيه من اللاعبين يغادر النادي بحثا عن البطولات أو المال الذي تكنزه الإدارة.
وعلى النقيض من كل ما سبق قد يشعر أي متابع لأحوال هذا الفريق بالذهول عندما يكتشف أن أرسنال يحتل دوما أحد المراكز الخمسة الأولى في قوائم الأندية الأكثر دخلا (264 مليون يورو) والأغنى في التقييمات الاقتصادية للأندية التي تصدر سنويا بواسطة شركات المحاسبة وذلك برفقة مانشستر يونايتد وريال مدريد وبرشلونة وميلان .. إذن فأين هو الخطأ؟
الخطأ .. بل دعونا نقول المأساة .. إدارية بحتة لها علاقة بشكل ملكية النادي، ففي الوقت الذي يملك ملياردير واحد أي من أندية مانشستر وتشيلسي وليفربول ويسيطر هذا المالك على كل أسهمها، يعد أرسنال هو الفريق الوحيد بين الأربعة الكبار في إنجلترا الخاضع لسيطرة مجموعة من ملاك الأسهم من أغنياء بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وتتفرق أسهمه فيما بينهم.
وإذا كان أبراموفيتش مسيطرا على تشيلسي وعائلة جليزر تملك مانشستر يونايتد والمليارديران الأمريكيان توم هيكس وجورج جيليت يملكان ليفربول ففي المقابل تتوزع ملكية أسهم نادي أرسنال -باعتباره شركة مساهمة - بين عدة مساهمين هم : - ستان كروينكي (28%) ملياردير الأمريكي ومالك فرق رياضية في الولايات المتحدة - عثمانوف ملياردير النفط الروسي (24%) - داني فيتزمان تاجر الماس البلجيكي (16%) - الثرية البريطانية ليدي بريسويل سميث والتي ورثت الأسهم عن والدها (15%) - صغار ملاك الأسهم (14%) - رئيس النادي بيتر هيلوود والمديرين التنفيذيين ويملكون أكثر من (1%).
هذه المعادلة المعقدة لملكية النادي صنعت صراعا بين ملاك الأسهم إذ يحاول أكثر من طرف شراء أسهم الجانب الأخر للسيطرة على الفريق والأرباح، وفي الوقت ذاته يتحكم في النادي رئيسه هيلوود ومجموعة من حملة الأسهم الصغيرة في سياسات النادي باعتبارهم أعضاء مجلس إدارة هذه الشركة.
وبالمناسبة لا تعني هذه الحقائق أن مدرب الفريق فينجر مجرد ضحية توزيع أسهم ملكية أرسنال
وبات النادي اللندني كملكية عامة ليس لها صاحب خصوصا أن الشركة تحقق أرباحا سنوية من عوائد النقل التلفزيوني والمشاركة في البطولات الكبرى ورواج المنتجات التي تحمل شعار الفريق بفضل كرته الجميلة أولا وليس سياسات مجلس إدارته، والتالي فكل الملاك يستفيدون ماديا دون أن يفوز النادي ببطولات.
وهذا يعني أن فينجر إذا طلب من إدارته شراء نجوم بحجم فرانك ريبيري مثلا أو كريستيانو رونالدو فلن يستمع أحد لطلبه لأن الشركة (ممشية أمورها وتحقق أرباحا) ولا أحد يعنيه أن تفوز بالدوري أو بطولة أوروبا في عهده.
أما في تشيلسي ومانشستر وليفربول فالأمر مختلف تماما لأن المكسب أو الخسارة تصب كلها في جيب واحد، وبالتالي يستثمر المالك أمواله بشراء لاعبين جدد وبناء أصول جديدة إما لتحقيق ربح مباشرة أكبر من كل عام سابق مثل حالة عائلة جليزر في مانشستر وحالة المليارديرين هيكس وجيليت مع ليفربول أو مثل حالة أبراموفيتش الباحث عن تحويل تشيلسي إلى علامة تجارية وتسلية لا حدود لها بعد تصفية أعماله النفطية في وطنه الأم روسيا.
وبالمناسبة لا تعني هذه الحقائق أن مدرب الفريق فينجر مجرد ضحية بل يؤخذ على الرجل استسلامه لما تفرضه عليه الإدارة والسبب في ذلك ربما في طبيعة المدير الفني الفرنسي الذي يعشق الكشف عن المواهب تماما مثل أي من مدمني لعبة الـFootball Manager الشهيرة حيث يشتري نسخة عام 2009 من لعبته المفضلة ليفوز ببطولة عام 2024 بجيل صنعه بنفسه.
هناك من المدربين من يحتج علنا ليحرج إدارة النادي ويدفعها لإنقاذ الفريق وفينجر يملك القدرة على ذلك نظرا للاحترام الهائل الذي يلقاه في كل مكان في العالم باعتراف منافسيه قل محبيه.
وكانت إدارة أرسنال تتحجج قبل بناء ملعب الإمارات الحالي بحاجتها للتقشف وسداد النفقات لكن بعد اكتمال الملعب لم يتحسن أي شيء بل على العكس تعللت الإدارة بسداد الديون رغم أن بيع الأسهم كلها لمستثمر وحيد أو اثنين يضمن ضخ أموال جديدة ومكاسب أكثر.
بلغة الأرقام أرسنال لم يفز بأي لقب منذ موسم 2004-2005 الذي نال فيه لقب الدوري دون هزيمة فيما تبادل منافسوه الأساسيون في إنجلترا وأوروبا وهم مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول الفوز بكل الألقاب.
ومنذ عام 2005 تعرض أرسنال لنزيف لنجومه الكبار فرحل غالبية أفراد جيله الذهبي بصورة غريبة وعلى رأسهم هنري وباتريك فييرا وسول كامبل وحتى الجدد مثل ماثيو فلاميني وألكسندر هليب وذلك لرفض الإدارة تمديد التعاقد معهم أو زيادة المقابل المادي لعقودهم واعتمادا على قدرة مدربهم فينجر المذهلة على توليد نجوم جدد واكتشاف مواهب مدفونة.
الصراع على الأسهم في أرسنال قد يؤدي إلى خسارة الجميع لأن استمرار الفريق بلا بطولات يفقده قوته الإعلانية وثقة الرعاة .. بدليل أن أرسنال لو كان خسر المركز الرابع في الدوري الإنجليزي لهذا الموسم في ظل منافسة أستون فيلا لخسر كل أموال دوري أبطال أوروبا وهو ما كان سيهز مركز قوته الاقتصادية.
أعرف بالطبع أن هناك من سيصرخ في وجهي قائلا "لقد خسرنا كل شيء هذا الموسم لكن المستقبل لناااااااااااااااااا بفضل هذا الفريق الشاب واللاعبين الواعدين" .. وبالطبع سأرد عليه "ومن يضمن لك بقاء فابريجاس أو فان بيرسي أو حتى والكوت قبل قدوم المستقبل الجميل؟!!"
| |
|